الملتقى الوطني حول دراسات المناطق في العلاقات الدولية: المناهج والتطبيقات
إشكاليـة الملتقــى
اكتسبت الدراسات المناطقية شعبية متزايدة بعد الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية الثقافة الغربية،وفي ظل هذا السياق تم عقد سلسلة من الاجتماعات، نتج عنها إجماع واسع في مخاطبة العجز في مجال البحث في العالم غير الغربي، والإقرار بأن الدول يجب أن تستثمر في الدراسات الدولية بحسب التوزع المناطقي، ونتج عن هذا السبق تجذّر أطر حقل الدراسات المناطقية،ولقد رافع أنصار هذا الحقل حول حقيقة أن الجهد الفكري الموجه لعلماء السياسة والاقتصاد خارج الولايات المتحدة، هو بمثابة أولوية وطنية مستعجلة، والحقيقة أنه كان هناك خلاف مركزي بين أولئك الذين شعروا أنه بدلا من تطبيق النماذج الغربية، فإنه يتوجب تطوير معرفة موضوعة في السياق الثقافي والتاريخي للأجزاء المختلفة من العالم، وذلك بالعمل مباشرة مع تيار الإنسانيين، وبين أولئك الذين أكدوا أنه على علماء الاجتماع خاصة أن يسعوا في تحوير النظريات التاريخية الكلية التي يمكن أن تسحب الارتباطات بين أنماط التغيير و التطوير في الشكل عبر الجغرافيات المختلفة .
إن حقل الدراسات المناطقية صار أكثر حضورا في الجامعات الغربية، وفي دوائر صنع القرار ضمن تركيبة الجهاز البيروقراطي لوزارات الخارجية، وتحتاج الجامعات العربية وعلى رأسها الجامعات الجزائرية إلى فهم هذا التخصص، وتطوير مقترباته وتطبيقاته، وضبط الأداء الخارجي من خلال ما توفره مخرجات هذا التخصص، والتعمق الجيد في تفرعاته يجنب الوقوع في فخ التعميمات وكذا المقارنات الفجة، كما يسمح بتحصيل قدر من المعرفة بشأن عديد المناطق، وهي المعرفة التي يجري استغلالها في توجيه السياسات الاقتصادية، وكذا بناء التحالفات وفي تقدير حسابات الكسب والمنفعة ، ومن خلالها يتم تفعيل أطر التكامل والعلاقات البينية، ويحاول هذا الملتقى الخروج بإطار عام لتثمين هذا التخصص وشرح فحواه وتطبيقاته.
مزيد من التفاصيل...