الملتقى الوطني حول الهجرة والمهاجرون في العصور الإسلامية
الديباجة:
كانت الهجرة ولاتزال جزءا من الحركة العامة للإنسان ونشاطه الدائب في سعيه نحو تحقيق مبتغاه، وتلبيه حاجاته وتطلعاته المختلفة، وتوفير فرص الاستفادة مما يتاح في أقطار الأرض الواسعة.
وإذا كانت حياة الحِلِّ والاستقرار هي السمة الغالبة للإنسان، فإن الهجرة عموما تأتي كضرورة من ضرورات حماية الذات والحفاظ على الحياة، أو كرغبة ملحة لترقية مناح الحياة ماديا وأدبيا.
وعبر التاريخ الإسلامي شهد العالم الإسلامي موجات من الهجرة الداخلية والخارجية، الفردية والجماعية، بدءا من الهجرة النبوية، ساهمت بشكل فعال في إحداث فضاءات جديدة استوعبت فيها مختلف أنشطتها، وكان لها حضورها البَيِّن وإضافاتها اللافتة في صيرورة الحياة وبِنَاها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والحضارية.
ومن المظاهر اللافتة في حركة العصور الإسلامية ما أحدثته الهجرات من تغيرات عميقة على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى مستوى التركيبات البشرية الإثنية أو الثقافية، وأثر كل ذلك في التحولات التاريخية والعلاقات الدولية.
ويظل الإنسان محور كل حركة للهجرة، وما وراءها من تغيير إيجابي أو سلبي، بتطلعاته وجهوده وإصراره في تحقيق مراده.