الملتقى الوطني حول التصدي الجزائي والمؤسساتي للفساد في الجزائر يوم 27 أفريل 2016
إشكالية الملتقى؟
تشهد المجتمعات الإنسانية باختلاف أنظمتها شكلا أو آخر من أشكال الفساد على مــر العصور، فهو كمفاهيم الخير والشر مرتبط بطبيعة بني الأنسان في أي مجتمع من المجتمعات. وقد برز أكثر في الآونة الأخيرة نتيجة التغيرات المفاجئة التي تمر بها المجتمعات تلك التغيرات التي اتسمت في ظل متغيرات العولمة بعدم الانسياق والاختلال. الفساد بهذا المعنى تكلفة اجتماعية اقتصادية باهظة وآثاره مدمرة سواء محليا أو عالميا لأنه يعمل على تأخير عملية التنمية- تمويلا وإدارة- وإنتاجا وتوزيع للعائد- وتحقيق الازدهار ويقوض بناء الديمقراطية ويقلص مجال دولة القانون والمؤسسات....، لهذه الأسباب وغيرها كثيرة، أضحى الفساد مادة خصبة للبحث العلمي ليس فقط في الدول النامية لكن أيضا في الدول المتقدمة، وهذا ما يؤكد على عمومه وانتشاره والنظر إليه باعتباره ظاهرة خطيرة شديدة التعقيد ويجب أن تعالج ضمن مجموعة من الأسباب بعضها طويل المدى وبعضها الآخر مباشر وفعال مع الأخذ في الاعتبار طبيعة أنماط الفساد وطبيعة المجتمع الذي تمارس فيه هذه الأنماط المختلفة. فكيف تصدت الدول جزائيا و مؤسساتيا للفساد؟ ومدى فعالية الاصلاحات المتخدة في شأنه؟